كيف يساهم الذكاء العاطفي في تطوير المهارات الاجتماعية؟
من الواضح أن الذكاء العاطفي يلعب دورًا محوريًا في تطوير المهارات الاجتماعية الهامة. فالقدرة على فهم المشاعر الذاتية والتعاطف مع الآخرين تمكن الأفراد من إقامة علاقات اجتماعية قوية وناجحة، في عالم اليوم الذي يتسم بالتنوع والتغيير السريع يعد امتلاك هذه المهارات أمرًا حيويًا للنجاح في المجالات الشخصية والمهنية.
في هذا المقال سنتناول أبرز خصائص الذكاء العاطفي وكيفية توظيفها في تحسين العلاقات الاجتماعية.
ما هو مفهوم الذكاء العاطفي؟
الذكاء العاطفي هو القدرة على تعرف مشاعرك الخاصة وفهم أثرها على الآخرين، ويعرّف أيضاً بأنه هو القدرة على مراقبة وملاحظة مشاعر الآخرين. حيث أن فهم مشاعر الآخرين يساعدك على إدارة مشاعرك بشكل أفضل، وهذا ما يؤدي إلى تحقيق نجاحات أكبر في الحياة.
فالأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي غالباً ما يكونون أكثر نجاحاً وتألقاً لأنهم لديهم المعرفة حول كيفية التعامل مع الآخرين بشكل أفضل، فهم يحصلون على القبول السريع على بريدهم الإلكتروني والمساعدة عنما يحتاجونها بالإضافة إلى رغبة الآخرين بالعمل معهم. كما أن قدرتهم على جعل الآخرين يشعرون بحال أفضل يجعل الحياة أسهل بالنسبة لهم مقارنة بأولئك الذين يغضبون أو ينزعجون بسرعة.
ان كنت تريد معرفة المزيد عن الدورات التي يقدمها مركز يوروكويست للتدريب، تواصل معنا
ما هي خصائص الذكاء العاطفي؟
تطرّق عالم النفس الأمريكي دانييل جولمان في كتاب من تأليفه إلى خمسة خصائص أساسية حددّ من خلالها الذكاء العاطفي، و إليك تلخيصها كما يلي:
1- الوعي بالذات
إن الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي عادةً يتميزون بوعي ذاتي عميق، فهؤلاء الأشخاص يمتلكون فهماً شاملاً ودقيقاً لمشاعرهم وانفعالاتهم، حيث أن هذا الأمر هو الذي يمنعهم من السماح لمشاعرهم بالسيطرة عليهم.
كما يتمتعون هؤلاء الأشخاص بثقة عالية في ذواتهم، حيث أنهم يؤمنون بحدسهم ولا يتركون انفعالاتهم تخرج عن نطاق السيطرة. بالإضافة إلى ذلك هم صادقون مع أنفسهم وعلى دراية شاملة بنقاط قوتهم وجوانب ضعفهم، فهم يعملون جاهدين على تحسين أدائهم وتطوير قدراتهم.
2- التنظيم الذاتي
إن الأشخاص الذين يتمتعون بالقدرة على التحكم بالذات بمهارة وضبط مشاعرهم والسيطرة عليها، هم أشخاص لا يسمحون لأنفسهم بالغيرة الشديدة أو الغضب المبالغ به، كما أنهم لا يقدمون على اتخاذ قرارات متهورة وسريعة بل يتروون ويتفكرون جيداً قبل التصرف بأي موقف.
حيث أن من أهم الصفات المرتبطة بأولئك الذين يتمتعون بحسّ التنظيم الذاتي هي: التفكير العميق والمتاني، القدرة على التأقلم السريع، النزاهة والصدق بالإضافة إلى الشجاعة والقدرة على قول (لا) عندما يتطلب الأمر ذلك.
3- التحفيز والحماس
يعدّ الحماس هو الخاصية الثالثة من خصائص الذكاء العاطفي، فالأشخاص الذين يتميزون بذكاء عاطفي مرتفع عادة ما يكونون مندفعين ومتحمسين بشكل إيجابي. وعلى الرغم من ذلك، غالباً ما نرى أنهم يضحون بالنتائج الفورية من أجل تحقيق النجاح على المدى البعيد، كما أنهم إضافة إلى ذلك يتمتعون بإنتاجية مرتفعة وحبّ للتحديات ويُظهرون كفاءة وفعالية في جميع الأعمال التي يقومون بها.
4- التعاطف
التعاطف هو على الأرجح ثاني أهم عنصر من عناصر الذكاء العاطفي، حيث يشير هذا العنصر إلى القدرة على إدراك ورغبات واحتياجات وآراء الآخرين المحيطين بك. فالأشخاص الذين يتمتعون بقدرة تعاطفية عالية يُعرفون بقدرتهم على فهم مشاعر الآخرين حتى وإن لم تكن تلك المشاعر واضحة.
لذلك، يتميز هؤلاء الأفراد بكفاءة عالية في إدارة العلاقات والاستماع بفاعلية للآخرين. إضافةً إلى ذلك، يتجنب هؤلاء الأشخاص إصدار الأحكام المسبقة على الآخرين، ويتصفون بالانفتاح والصدق إلى حد كبير.
5- المهارات الاجتماعية
من السهل التفاعل مع الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية متقدمة، وهذه السمة تعد جزءاً آخر من مكونات الذكاء العاطفي. فغالباً ما ينظر إلى هؤلاء الأفراد ذوي المهارات الاجتماعية المتقدمة على أنهم مهرة في العمل الجماعي.
بدلاً من التركيز على تحقيق النجاح الشخصي، فهم يساعدون الآخرين على النمو والتطور. بالإضافة إلى ذلك، يتميز أصحاب المهارات الاجتماعية المتقدمة بقدرتهم على بناء علاقات طويلة الأمد والحفاظ عليها. كما يتمتعون بمهارات تواصل متطورة.
اقرا المزيد: دورات الخدمات الإجتماعية
ما أهمية الذكاء العاطفي؟
تتجلى أهمية الذكاء العاطفي في عدة جوانب منها:
1- أهمية الذكاء العاطفي في الدراسة والعمل
في بيئة الدراسة والعمل التي تتسم بالتعقيد الاجتماعي، يساعد الذكاء العاطفي المرتفع الأفراد على التعامل بفعالية مع هذه التحديات. على مستوى العمل، الذكاء العاطفي له أهمية كبيرة في قيادة الفرق وتحفيز الآخرين، فالكثير من الشركات الآن تُقيّم الذكاء العاطفي لدى المرشحين للمناصب القيادية بنفس أهمية المهارات التقنية والعلمية. حيث أن بعض الشركات حتى تجري اختبارات خاصة لقياس الذكاء العاطفي قبل عملية التوظيف.
2- أهمية الذكاء العاطفي في الصحة الجسدية
إذا كنت غير قادر على السيطرة على مشاعرك، فستكون على الأرجح أيضًا غير قادر على التحكم في مستويات التوتر لديك. هذا الأمر قد يتسبب في العديد من المشاكل الصحية الخطيرة. فالتوتر الشديد يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وإضعاف الجهاز المناعي وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى تسريع عملية الشيخوخة.
لذلك، إن أردت التغلب على هذه المشكلات الصحية، فعليك العمل على تطوير وتنمية مهارات الذكاء العاطفي لديك. بتحسين قدرتك على إدراك مشاعرك وإدارتها بفعالية، ستتمكن من ضبط مستويات التوتر وتحسين صحتك الجسدية والعقلية بشكل عام.
3- أهمية الذكاء العاطفي للصحة العقلية
المشكلات الصحية الجسدية ليست المحصلة السلبية الوحيدة للتوتر والفشل في إدارة المشاعر، فصحتك العقلية والنفسية ستتأثر بشكل سلبي أيضًا.
إذا فشلت في فهم مشاعرك وإدارتها أو التعامل معها بشكل صحيح، فستواجه صعوبة كبيرة في بناء علاقات قوية ودائمة. وهذا بدوره قد يؤدي إلى شعور متزايد بالوحدة والعزلة وهذا الوضع قد يفضي إلى الإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية والعقلية، على رأسها الاكتئاب.
4-أهمية الذكاء العاطفي في بناء العلاقات
من خلال تنمية فهمك لمشاعرك الخاصة والتدرب على إدارتها بفعالية، ستتمكن من التعبير عنها بشكل أفضل. وهذا سيساعدك أيضًا على فهم مشاعر الآخرين بشكل أعمق.
هذه المهارات في الذكاء العاطفي تعزز من قدرتك على التواصل بفعالية وبناء علاقات أقوى مع الآخرين - سواء على المستوى المهني أو الشخصي أو العاطفي.
سجل الان: الاتجاهات المعاصرة فى إدارة وتطوير الخدمات الاجتماعية
كيف يساهم الذكاء العاطفي في تطوير المهارات الاجتماعية؟
هناك عدة طرق يساهم بها الذكاء العاطفي في تطوير المهارات الاجتماعية:
1- التعاطف: القدرة على فهم مشاعر وأفكار الآخرين بشكل دقيق، حتى لو لم تكن تلك المشاعر واضحة. هذه القدرة التعاطفية تُمكّن الأفراد من إقامة علاقات أفضل والتواصل بفعالية مع الآخرين.
2- إدارة العلاقات: الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المرتفع يتميزون بكفاءة عالية في إدارة العلاقات والتواصل الفعال مع الآخرين.
3- الانفتاح والصدق: يتجنب هؤلاء الأفراد إصدار الأحكام المسبقة على الناس ويتصفون بالانفتاح والصراحة في تعاملاتهم. هذه السمات تساعدهم على بناء علاقات اجتماعية إيجابية.
4- مهارات التواصل المتقدمة: الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي يتميزون بامتلاك مهارات تواصلية متطورة، مما يُسهّل عليهم إقامة علاقات طويلة الأمد والحفاظ عليها.
الأسئلة الشائعة حول الذكاء العاطفي
كيف يتم قياس الذكاء العاطفي؟
جامعة Berkeley قامت بتطوير اختبار لقياس الذكاء العاطفي يتكون من 20 سؤال. هذه الأسئلة تقيّم قدرة الشخص على تحديد وتسمية حالات المشاعر المعروضة في الصور. في نهاية الاختبار، يتم تقديم تقييم آلي للعلامة التي حصل عليها الشخص، والتي تعكس مدى قدرته على فهم تعبيرات الآخرين وقراءة حالتهم النفسية.
ما الفرق بين الذكاء العاطفي والذكاء العادي؟
الذكاء العاطفي يركز على الوعي الذاتي والتحكم في المشاعر، بينما الذكاء الاجتماعي يركز على القدرة على التواصل والتفاعل الاجتماعي الفعال. ويعتبر امتلاك كل من الذكاءين مهمًا للنجاح في الحياة الشخصية والمهنية.
ختاماً، يمكن القول إن الذكاء العاطفي هو عنصر حاسم في نجاحنا ورفاهيتنا الشخصية والمهنية. فهو يساعدنا على فهم وإدارة مشاعرنا وتفاعلاتنا الاجتماعية بشكل أفضل. من خلال تطوير هذه المهارات، نتمكن من بناء علاقات صحية وتحقيق التوازن والنجاح في حياتنا. لذا، دعونا نستثمر في تنمية ذكاءنا العاطفي ونعمل على تحقيق التوازن بين العقل والقلب في كل جانب من جوانب حياتنا.
ان كنت تريد معرفة المزيد عن الدورات التي يقدمها مركز يوروكويست للتدريب، تواصل معنا. بالاضافة الى انه يقدم دورات تدريبية في العديد من المجالات الادارية والمهنية. حيث يقدم دورات تدريبية في لندن وفي العديد من البلدان والعواصم
اقرا ايضا:
تنويع القوى العاملة: فوائد التنوع والشمولية في بيئة العمل
إدارة المخزون وتخفيض التكاليف: المهام الحيوية لمدير المشتريات